Fidel
Soldado de las Ideas
يمكن لعواقب الدسائس الإمبراطورية الأمريكية أن تكون كارثية وأن تلحق من الأذى بجميع سكان الأرض، أكثر مما تلحقه كل الأزمات الاقتصادية مجتمعة.
ليس أمامي من خيار غير أن أكتب تأملين عن إيران وكوريا يعكسان خطر نشوب حرب وشيكة باستخدام السلاح النووي. (...)
لدى القادة السياسيين والرأي العام العالمي دليلاً على ما تتميز به السياسة الإمبراطورية الأمريكية من دناءة وانعدام كليّ للوجل.
يمكن للرئيس أوباما أن يلقي مئات الخطابات، في محاولة منه للتوفيق بين التناقضات غير القابلة للتوافق على حساب الحقيقة، وأن يحلم بسحر بعباراته المنمّقة بمهارة، بينما يقدم التنازلات لشخصيات ومجموعات تفتقد للأخلاق كلياً، وأن يرسم عالماً من الأوهام التي لا يتسع لها إلا رأسه، ويقوم مستشارون بلا وجل بزرعها في عقلة لمعرفتهم بتوجهاته.
عند التمعن في المشكلات التي تكرب نفس الجنس البشري، نجد بأن وطننا قد تميّز بأنه كان مهداً لواحد من أعظم المفكّرين الذين تولّدوا في هذا النصف من العالم، ألا وهو خوسيه مارتيه.
لقد تمكّن الإنسان من رفع إمكانياته الحياتية إلى حدود تتجاوز قدرته نفسها على البقاء. وفي هذه المعركة يقوم بشكل متسارع باستهلاك المواد الأولية المتوفرة لديه. لقد مكّن العِلم من تحويل المادة إلى طاقة، كما حدث في المفاعل النووي، بتكلفة هائلة من الأموال، ولكن لا تبدو في الأفق إمكانية لتحويل الطاقة إلى مادّة.
يتحدث بلدنا بالسلطة المعنوية التي تحظى بها أمة صغيرة قاومت أكثر من نصف قرن من الاضطهاد الهمجي من جانب تلك الإمبراطورية التي تكهّن بها بوليفار، وهي الإمبراطورية الأشد جبروتاً على مرّ التاريخ. النفاق الهائل لسياستها وازدراؤها لباقي الشعوب قاداها إلى أوضاع عصيبة جداً وشديدة الخطورة. ويأتي من بين عواقبهما الأدلّة اليومية على الجبن والدناءة، اللذين تحوّلا إلى ممارسات يومية لسياستها الدولية، إذ أن معظم الأشخاص الشرفاء على وجه الأرض لا تتاح الفرصة أمامهم أبداً للتعريف بوجهات نظرهم، ولا لكتابة معلومات موثوقة.
نحن نعتبر بأن الإصلاح الصحّي قد شكّل معركة هامة ونجاحاً لحكومته. غير أنه يبدو في الواقع أمراً غير معهود أن توافق حكومة ذلك البلد بعد 234 سنة على إعلان الاستقلال الصادر في فيلادلفيا عام 1776، المُستلهم من أفكار المتنوّرين الفرنسيين، على توفير الرعاية الصحية للأغلبية الساحقة من مواطنيها، وهو أمر حققته كوبا لجميع مواطنيها منذ نصف قرن من الزمن، وذلك بالرغم من الحصار القاسي واللاإنساني الذي فرضه وما زال يفرضه البلد الأكثر جبروتاً على مرّ التاريخ.
تعرفت إليه قبل ثلاثين سنة من اليوم، في ماناغوا، في شهر تموز/يوليو من عام 1980، خلال الاحتفال بالذكرى الأولى لانتصار الثورة الساندينية، وذلك بفضل علاقاتي بأنصار لاهوت التحرير، التي بدأت في تشيلي عندما زرت الرئيس أليندي في عام 1971.
علمت من فريه بيتو بأنه يُدعى لولا، وهو قائد عمّالي علّق مسيحيو اليسار الآمال عليه باكراً.
وسط المآساة الهايتية، دونما يعلم أحد كيف ولماذا، آلاف الجنود من وحدات مشاة البحرية الأمريكية، قوات منقولة جويا من الفرقة رقم 82 إلى جانب قوات عسكرية أخرى احتلت أراضي هايتي. الأسوأ من ذلك، أنه لم تقدم الأمم المتحدة ولا حكومة الولايات المتحدة شرحا للرأي العام العالمي حول تحركات القوى هذه.
إن إرادة شعبنا ثابتة وراسخة. يتفاخر شعبنا بأطبائه وأبنائه الذين يتعاونون بنشاطات حيوية وسيظل أداؤه على مستوى الظروف.
ولكننا لا ندري ما نفعله بالحضارة المحرزة. فقد تجهّز الإنسان بأسلحة نووية ذات دقة لا تصدَّق وقوة مبيدة، بينما تراجع من الناحية الأخلاقية والسياسية على نحو مخجل. من الناحية السياسية والاجتماعية نحن اليوم على درجة من التخلّف أكبر من أي وقت مضى. الرجال الآليون آخذون بالحلول محل الجنود، ووسائل الإعلام آخذة بالحلول محل المعلّمين، وشرعت الأحداث بمداهمة الحكومات لتجعلها على غير دراية بما تفعل. وفي خضم حالة اليأس التي يعيشها كثيرون من القادة السياسيين العالميين يلاحَظ العجز أمام المشكلات التي تتراكم في مكاتب عملهم واجتماعاتهم الدولية التي أصبحت أكثر تكراراً يوماً بعد يوم.
الصفحات