"السلام في كولومبيا"، مؤلفه فيدال كاسترو روز. قد يكفي العنوان والمؤلف لجعل هذا الكتاب الأكثر مطلوباً والأكثر مقروءاً في الأيام التي تمر عبر كل العالم. يكفينا أن نتطلع على غطاء هذا الكتاب الممتاز الذي قام دار النشر السياسي بطباعته لنتصور بأن صفحاته  تختزن الرأي الشخصي لسياسي خارق و فائق الذي ألفه. يدور الكتاب حول فصل معقد وغامض لعصرنا ولمنطقتنا.

ولكن لا يمكن لغطاء الكتاب أن يكشف لنا المضمون الحقيقي لهذا الكتاب: لأنه، في واقع الأمر،ليس أكثر و لا أقل من  جزء أساسي لنصف قرن من التاريخ المعاصر يرويه أحد صانعيه الأساسيين، وذلك بكل الجمال الذي تتحلى به الرواية ودونما ينقصه ولا حرف واحد متعلق بأحداث الحياة الحقيقية.

ويُروى هنا بصرامة  المذكرات التفصيلية المسجلة على تقارير ووثائق لم تنشر حتى أليوم، كل الأشياء التي كنّا في يوم من الأيام نرغب بأن نعرفها حول خصوصيات المفاوضات التي تم إجرائها بين قيادة الثورة الكوبية و الحكومات الكولومبية المختلفة –التي كانت هناك علاقات دبلوماسية معها و التي لم تكن لدينا علاقات دبلوماسية و إياها، وذلك من أجل شق الطريق نحوحوارات السلام أو في سبيل إنقاذ رهائن وحتى لتفادي اقتراف المذابح مثل المذبحة التي كاد أن يؤدي إلى ارتكابها الخطة الموضوعة من قبل  حكومة خوليو سيسار تورباي أجالا للهجوم على السفارة الدومينيكية التي تم احتلتها مجموعة فدائية من حركة M 19 في الأشهر الأولى لعام 1980.

وتتضمن الفصول ال16 من الكتاب، بما فيها المقدّمة والختام، بيّانات و اعترافات ذات رؤية بعيدة المدى، فهي تكشف ولأول مرة عن أحداث كانت متناثرة و كانت تظهر فقط كأخبار معزولة في الجرائد التي تم قطعها وجمعها أو بعضها الآخر بقت مجهولة  لعدد كبير من الناس لأنها نشرت فقط بكتب تداولها و دعايتها محدودة.