الخطاب الذي ألقاه رئيس جمهورية كوبا، فيدل كاسترو روس، في حفل الافتتاح الرسمي للعام الدراسي 2002-2003. ساحة الثورة، 16 أيلول/سبتمبر 2002.
التاريخ:
يا عمال وطلاب القطاع التعليمي؛
أيها العمال المحترفون والمتطوعون؛
يا كوادر الحزب والشبيبة والمنظمات الجماهيرية التي شاركت في المأثرة العمرانية ل 779 مدرسة؛
يا رؤساء المؤسسات والهيئات التي تعاونت في تحقيق هذا الإنجاز العظيم:
وفقاً لما نويناه، يُفتتح اليوم، السادس عشر من أيلول/سبتمبر، العام الدراسي رسمياً ويتم الإعلان بقوة عن ضرورة السير قدماً بالثورة التعليمية العميقة التي نقوم بها ولم يسبق لها مثيل، مهما كلّف الأمر. وأكثر من كونه واجباً أساسياً من الواجبات ذات الطابع الإنسانية والعادل اجتماعياً، إنه بالنسبة لشعبنا أيضاً من محتمات عصرنا ومستقبلنا. فشعوب أخرى كثيرة من العالم يمكنها الاستفادة من النجاح الذي نحققه.
لقد جلب النضال من التحرر الوطني معه القضاء على الأمية وإيصال المعلّمين والمدارس إلى كل ركن من أركان البلاد، وتحويل النظام التعليمي ومحتواه، وتنويع التربية، وتوفير وتطوير ذات الطابع الفني والمهني منها، ومضاعفة عدد الجامعات وجعلها تغطي كل أنحاء البلاد، وتوفير مدارس التعليم الخاص لعشرات الآلاف من الأطفال والفتيان الذين يحتاجونها؛ وجعل التعليم المتوسط والعالي في متناول أيدي جميع الشبان، وذلك بتوفير مئات الآلاف من فرص الإقامة الداخلية، وغير هذه من البرامج التعليمية التي تم القيام بها بوتيرة لم يعرفها أي مكان آخر من قبل أبداً.
تم استخدام أساليب مبتكرة في كل واحدة من المراحل من أجل تذليل صعوبات وعراقيل بدت وكأنه لا يمكن تجاوزها، وذلك في خضم عمليات تخريبية وعدوانية متواصلة آتية من الخارج، وحصار اقتصادي صارم ولا يرحم، ومحاولات لعزلنا تقنياً وعلمياً، مر عليها أكثر أربعة عقود من الزمن وما تزال قائمة.
تم بناء وتجهيز آلاف المدارس من كل نوع. وجرى إعداد مئات الآلاف من المعلمين والأساتذة. ولم تُهمل عملية تأهيل كوادر من أجل الدفاع عن الوطن والثورة. فمن المدارس العسكرية المهنية وأكاديميات قواتنا المسلحة الثورية وأمننا الداخلي نشأ عشرات الآلاف من الضباط رفيعي المستوى، والذين أثبتوا روحهم الوطنية وحسهم الأممي وشجاعتهم في المهمات البطولية والظافرة التي نفذوها داخل البلاد وخارجها.
عظيم هو الإنجاز التعليمي الذي تم القيام به منذ الأول من كانون الثاني/يناير 1959، والذي يمكن اختصاره في حقيقة أنه مقابل كل متخرج من الصف السادس في ذلك الحين – والذين كان عددهم بالكاد يصل إلى 400 ألف- خرّجت الثورة أو أهّلت اثنين من المهنيين الجامعيين أو المثقفين.
الفرقة الواسعة من العلماء العاملين اليوم في مئات المراكز أو وحدات البحث القائمة في البلاد تدلل على القفزات المحرزة. ولهذا فإن بعضهم يتحدث عن الثورة التعليمية الأولى والثانية اللتين سبقتا المرحلة الحالية.
الشرف والمجد للرجال والنساء الذين قاموا بمثل هذه المآثر! لولا الرأسمال البشري الهائل الذي صنعته الثورة، ما كان بالإمكان ولا حتى أن نحلم "بالثورة التعليمية العظمى" التي تقوم بها كوبا في الوقت الراهن، والتي ستتجاوز أهميتها حدود بلدنا نحن.
ما قمنا به حتى اليوم انطلق من مفاهيم ومبادئ معمول عالمياً وُلدت في مجتمعات النخب في أغنى البلدان الرأسمالية وأكثرها تطوراً. مما لا شك فيه بأن الثورة أدخلت صيغاً خاصة بها، تتناسب مع الغايات المتمثلة بتعميم التعليم وجعله يصل إلى جميع المواطنين، وعلى نحو خاص إلى الأطفال والشبان.
تجري اليوم محاولة الارتقاء بالإنجاز المحرز انطلاقاً من أفكار ومفاهيم جديدة كلياً. إننا نسعى اليوم لتحقيق ما يجب أن يكون برأينا وسيكون نظاماً تعليمياً ينسجم على نحو أكبر يوماً بعد يوم مع المساواة والعدالة الكاملة والثقة بالذات والحاجات المعنوية والاجتماعية عند المواطنين في النموذج الاجتماعي الذي وضع الشعب الكوبي نصب عينيه إقامته.
لن تكون مثل هذه الأهداف أبداً في متناول أي مجتمع رأسمالي. فجرعات الحس الإنساني والتضامني اللازمة لذلك ليست متوفرة ولن تتوفر أبداً في ذلك المجتمع، الذي ستأخذ مؤشراته التعليمية والثقافية بالتخلف أكثر فأكثر عن كوبا، مهما كانت عليه تكنولوجيات وثروات ذلك المجتمع. والكثير من هذه المؤشرات يثبت ذلك اليوم على نحو لا يُدحض.
نشأ الوعي الكامل لضرورة القيام بثورة تعليمية عميقة في بلدنا في بدايات معركة الأفكار، قبل حوالي ثلاث سنوات، عندما وجدنا أنفسنا مرغمين على حشد كل أبناء الشعب وطلب مساعدة الرأي العام العالمي، بما فيه رأي شعب الولايات المتحدة نفسه، في المعركة ضد الظلم الجائر والهائل المرتكب عبر حرمان أبٍ كوبي، بسيط وعامل ونزيه وكريم، من نجله، ابن الخامسة، الذي ذهب ضحية مأساةٍ كمآسيٍ أخرى كثيرة تقع باستمرار، وهي ناجمة عن قانون قاتل تم إصداره قبل أكثر من 35 سنة وغايته تشجيع المغادرة غير المشروعة وزعزعة استقرار البلاد.
مشاركة الأطفال والفتيان بحد ذاتها في المسيرات والمنابر المفتوحة، وخطبهم المحركة للمشاعر وأحاسيسهم التضامنية وانتمائهم الوطني، الناجمة عن الجهد المتفاني الذي يبذله معلموهم وأساتذتهم بتعاون وثيق مع آبائهم، كان لها بالغ الأثر في الاهتمام والعناية التي تولى لحل المشكلات والصعوبات التي تسببت بها الفترة الخاصة، وشح الكتب ودفاتر الرسم والقرطاسية، وكذلك أي نوع من المشكلات التي بوسعها أن تؤثر على ما كان أطفالنا وفتياننا وشبابنا قد تلقوه من إعداد مدهش بفضل برامج الثورة.
كنّا على علم بأن كوبا تشغل بفارق هامش واسع المكان الأول بين جميع بلدان أمريكا اللاتينية. فقد كان أطفالها يتمتعون بحوالي ضعف المعارف بالمادتين الأساسيتين في مرحلة التعليم الابتدائي: اللغة والرياضيات. وهذا ما تعترف به الهيئات الدولية. في عملية البحث عن معطيات وفي التمعن الذي كان يجري في اجتماعات يومية يشاركون فيها إلى جانب كوادر من الحزب والشبيبة والمنظمات الجماهيرية وممثلين عن الطلائع ومسؤولين منهم وطلاب من المرحلتين التعليميتين المتوسطة والعليا، أخذنا نخرج باستنتاجات ونتعمق في دراسة الثغرات والمشكلات والصعاب والعيوب القائمة التي، وبالرغم من النجاحات ما فوق العادية المحرزة، كانت تلحق الأذى بنظامنا التعليمي، وبالتالي بالنتائج التي كان من واجب وبمقدور مجتمع كمجتمعنا أن يحققها في جميع الأوجه التي تشكّل أسمى أهدافه وأكبرها أملاً.
على سبيل المثال، كان ينخفض عدد الشبان الذين يطلبون الانضمام إلى المعاهد المتخصصة بالتعليم ليتحولوا إلى مجازين في تعليم المرحلة الابتدائية. كان عدد التلاميذ في المئات من غرف الصف في العاصمة يتجاوز الأربعين، إذ كان معدل عددهم 37. كان قد مر على تخرج الأغلبية الساحقة من المعلمين ما بين 15 و30 سنة. فكان من شأن المدارس أن تغدو فجائياً تقريباً بلا المعلمين ذوي أكبر الخبرات والمهارات. وفي المدارس المتوسطة، انخفاض مستمر في عدد الأساتذة المتخصصين في إحدى عشرة واثنتي عشرة وثلاث عشرة مادة في كل صف. دوام مدرسي واحد في اليوم بالنسبة لكثيرين من التلاميذ. انخفاضات في محتوى المادة الدراسية المطروحة للتعليم. إنما أنا أشير إلى بعض من الصعوبات. ولا أود تكرار مشكلات أخرى تم شرحها سابقاً.
وكانت هناك أيضاً عوامل موضوعية، وكذلك ذاتية. ولكن الأمر الأساسي هو ضرورة تخطي مفاهيم عتيقة.
ما كان بإمكان الكوارث الشائعة في المرحلة المتوسطة من التعليم في كل العالم أن تشكل عزاء لنا.
في خضم معركة الأفكار، كانت تنشأ عندنا أفكار جديدة بالذات؛ وكل واحدة منها كانت تولّد أفكاراً أخرى. الكثير منها كان على صلة بالتربية، ولم يعد الأمر يتعلق بالتربية المدرسية فقط، وإنما كذلك بالتربية الاقتصادية والثقافية والسياسية لشعب برمته. وتم أثناء المسيرة اتخاذ الإجراءات تلو الإجراءات. وكل فكرة جديدة كانت تخضع لامتحانات مسبقة وتجارب جدّية في ظروف واقعية. لم يكن بالإمكان إضاعة الوقت ولا انتظار قدوم ساعة الفرج بمفردها. كانت الموارد شحيحة. وكان لا بد من التوصل إلى حلول بمتناول اليد. فكرة استخدام الورق الأسمر لطباعة مواد "الجامعة للجميع" وروائع أدبية أو مضمون الطاولات المستديرة ذات الأهمية الخاصة، وُلدت من شح الموارد اللازمة لطباعة الكتب. فبواسطة دولار واحد، كان يمكن طباعة مواد تقل كلفتها بما مقداره 150 ضعفاً على الأقل عن سعر كتاب واحد في أي مكتبة من العالم.
لعل الأمر الأهم كان فكرة استخدام الوسائل العامة والأجهزة المسموعة والمرئية والكمبيوتر لتلقين المعارف للأطفال والفتيان والكبار في المدارس وفي المنازل. لقد تعمم استخدام التلفزيون والفيديو كوسيلتين مسموعتين ومرئيتين ذات أثر بالغ في مرحلتي التعليم الابتدائي والمتوسط. تتمتع جميع أنحاء البلاد حالياً بجهاز تلفاز واحد لكل غرفة صف: 81 ألفاً و169، وجهاز فيديو واحد مقابل كل 100 تلميذ. تم في العام الماضي إدخال 44 ألفاً و790 جهاز كمبيوتر وتأهيل أكثر من 12 ألف شاب كأستاذ لتعليم هذه المادة، ليس فقط في المراكز الجامعية، وإنما بدءاً من مرحلة الروضة كذلك –حيث كانت قد أجريت تجارب ممتعة حول قدرة الأطفال على استيعابها- وحتى الصف الثاني عشر.
يصل عدد المدارس الريفية التي تم تزويدها بالكهرباء لهذه الغايات بواسطة أطباق شمسية إلى ألفين و320 مدرسة، وهو مجموع عدد المدارس التي كانت تفتقد لهذه الخدمة.
وستكون هناك أهمية قصوى أيضاً لفكرة إيصال التعليم الجامعي إلى أي ركن من أركان البلاد –كحاجة يفرضها وجود عشرات الآلاف من المعلمين والأساتذة الناشئين والعمال الاجتماعيين ومعّلمي الفنون والعمال والفنيين في دورات تأهيلية عالية المستوى، وتلاميذ البرامج المخصصة للتأهيل التكاملي للشبان وغيرها من البرامج الجاري تنفيذها، والذين سيتوجب على كثيرين منهم أن يواصلوا دراستهم الجامعية انطلاقاً من مراكز عملهم أو أماكن إقامتهم.
يستحيل تعداد عشرات الأمثلة التي يمكن ذكرها. كثيرون من الحاضرين هنا يعرفون الطريقة التي نشأت وتطورت بها مبادرات كثيرة. لقد كان العمل مكثفاً والنتائج مشجعة.
أول استنتاج توصلنا إليه هو أن مواصلة الجهد المبذول والارتقاء به يشكلان أمراً عاجلاً. يمكن القول تقريباً أننا بالكاد نحن في بداية الطريق.
بعد جهد كبير في الإيجاز، سأذكر لكم معطيات محددة.
تقدَّر نفقات التعليم لعام 2002، بما فيها الاستثمارات المنفَّذة، بثلاثة آلاف و121 مليون بيسو، ما يعادل 11.4 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي، وهي نسبة طالما تجاوزنا بها باقي بلدان النصف الغربي من الكرة الأرضية.
يصل عدد تلاميذ المؤسسات التعليمية إلى مليونين و623 ألفاً و300. 423 ألفاً و277 منهم ذوي إقامة داخلية، و635 ألفاً و739 ذوي إقامة شبه داخلية، ومليون و 564 ألفاً و284 من غير إقامة داخلية.
الروضة والمرحلة الابتدائية: 995 ألفاً و581.
المرحلة المتوسطة: 502 ألفاً و533.
المرحلة الثانوية: 161 ألفاً و17.
التعليم الخاص: 55 ألفاً و668.
التعليم الفني والمهني، والذي يشمل تأهيل الطاقم التعليمي الناشئ ومدربي الفنون وأساتذة التربية البدنية والرياضة، والمدارس المهنية للفنون وغيرها: 606 آلاف و653.
عدد الذين يجتازون دراسات جامعية عبر طرق وأشكال مختلفة أصبح يصل إلى 201 ألفاً و257.
مدارس للتأهيل التكاملي للشبان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 17 و30 سنة ممن كانوا عاطلين عن العمل، فيستطيعون اليوم الدراسة والارتقاء بمستواهم التعليمي ويتلقون مساعدة اقتصادية من الدولة وفقاً لمستواهم المدرسي: 100 ألف و591.
سيتم في الأسابيع المقبلة فتح مدارس لما لا يقل عن 90 ألف عامل من القطاع السكري ممن تم تقليص أماكن عملهم اعتباراً من عملية إعادة بناء هذه الصناعة، نتيجة الأسعار المتدنية والمخسرة لهذا المنتج في السوق العالمي، والتي كانت تلحق بالبلاد خسائر صافية كبيرة بالعملة الصعبة القابلة للصرف. سيتلقون أجراً كريماً يقوم على أساس ما كانوا يتقاضونه، وذلك في ذات الوقت الذي يكتسبون فيه معارف عامة ومهنية ترفع ثقتهم بالذات وستكون مفيدة جداً للعامل وللبلاد. تم للمرة الأولى في التاريخ إبداع الدراسة كوظيفة.
عدد المعلمين والأساتذة الممارسين للمهنة الذين تتمتع بهم البلاد في الوقت الراهن من أجل تنفيذ هذه البرامج: 222 ألفاً و286.
مجموع عدد العمال في قطاع التعليم، من معلّمين وغيرهم: 433 ألفاً و200.
عدد المراكز التعليمية: 13 ألفاً و343.
لقد تم خلال الأشهر الثمانية عشرة الأخيرة توفير أربعة آلاف و453 غرفة صف جديدة في جميع أنحاء البلاد تبلغ قدرتها الاستيعابية أكثر من تسعين ألف تلميذ. وقد حققت مرحلة التعليم الابتدائي في العاصمة الغاية المثلى المتمثلة في 20 تلميذ أو أقل مقابل المعلم الواحد وغرفة الصف الواحدة. وتم في بقية المحافظات إحراز الهدف المتمثل بعشرين تلميذ أو أقل مقابل المعلم وغرفة الصف الواحدة في معظم مدارس المرحلة الابتدائية. وعندما يتجاوز بعض غرف الصف هذا العدد من التلاميذ يقوم بالعناية بهم معلمان بدلاً من واحد. لم يعد في كوبا إلا 19 ألفاً من تلاميذ المرحلة الابتدائية، أي ال 2.6 بالمائة من مجموع عدد الطلاب، لا تتوفر لهم هذه الظروف الدراسية الإيجابية، الأمر الذي سيتم التغلب عليه خلال العام الدراسي الحالي.
أكبر التحديات الراهنة أمامنا هو على مستوى التعليم المتوسط. ففي عاصمة الجمهورية، على سبيل المثال، توجد 167 مدرسة على هذا المستوى، والبالغ عدد طلابها 89 ألفاً و900، لا تتمتع إلا بألف و657 غرفة صف، بقدرات استيعابية متفاوتة، تتباين ما بين 30 و35 و40 و50 تلميذاً في غرفة الصف الواحدة. نظراً لذلك، فإن هناك حوالي 35 ألف طالب لا يتمتعون بمكان إلا للقيام بدوام مدرسي واحد في اليوم، قبل الظهر أو بعده.
إن مغادرة حوالي خمسين ألف طالب صفوفهم عند منتصف النهار من أجل تناول الغداء في منازلهم أو في أماكن أخرى، والذين لا يعود جزء منهم إلى المدرسة من أجل ممارسة النشاطات المدرسية أو الإضافية الموضوعة، وبعضها اختياري، وعدم وجود دوامين لآلاف من التلاميذ، يساهم في جعل الكثيرين من طلاب هذا المستوى يشاهَدون وهم يتجولون في الشوارع أثناء ساعات الدراسة. هناك حاجة لما يعادل حوالي 1200 غرفة صف في مرحلة التعليم المتوسط في العاصمة تتسع الواحدة منها لثلاثين تلميذاً، وإجراءات تتعلق بحل مشكلة وجبة الغداء، والارتقاء بتنظيم النشاطات، وزيادة انضباط التلاميذ وتطلُّب المعلِّمين والأهالي بغية تجاوز هذه الصعوبات. ومع التمتع بمجموع أفراد الطاقم التعليمي تقريباً في هذه المرحلة التعليمية عازمين على تلقين مادتين أو أكثر، والتعزيز من جانب آلاف الأساتذة التكامليين الناشئين الذين نقوم بتأهيلهم، والاستخدام الأمثل للوسائل المسموعة والمرئية الحديثة، سيضاعف الفتيان في هذه المرحلة من حياتهم المعارف التي يمكنهم ومن واجبهم أن يكتسبوها.
تواجه باقي المحافظات في هذه المرحلة التعليمية صعوبات مماثلة سيتم تجاوزها بجهد حازم وعازم.
لماذا كوبا مدعوّة لشغل مكانة مرموقة في التعليم على المستوى العالمي؟ لم تعد المقارنة ممكنة مع بلدان أمريكا اللاتينية وبقية العالم الثالث.
فلنحلل المعطيات التي تصل عبر سبل مختلفة عن الوضع التعليمي في البلدان المتقدمة نفسها، ولنقارنها بما لدى بلدنا من معطيات.
نسبة التسجيل المدرسي في مرحلة التعليم الابتدائية:
كوبا 100؛ إسبانيا 100؛ فرنسا 100؛ هولندا 100؛ إيطاليا 100؛ اليابان 100؛ نروج 100؛ البرتغال 100؛ السويد 100؛ الدانمارك 99؛ المملكة المتحدة 99؛ فنلندا 98؛ كندا 95؛ الولايات المتحدة 95؛ إيرلندا 92 وألمانيا 86.
المصدر: الأونيسكو و"Euridice".
نسبة عدد التلاميذ الذين يصلون إلى الصف الخامس:
كوبا 100؛ ألمانيا 100، الدانمارك 100؛ فنلندا 100؛ اليابان 100؛ نروج 100؛ كندا 99؛ الولايات المتحدة 99؛ فرنسا 99؛ إيطاليا 99؛ إسبانيا 98؛ السويد 98؛ إيرلندا 97 والبرتغال 97.
المصدر: اليونيسف والأونيسكو
المردود المدرسي بالرياضيات:
الصف الثالث: كوبا 78.2؛ كندا 54.4؛ إنكلترا 40.2؛ أيسلندا 34.1؛ إيرلندا 53.7؛ اليابان 77.4؛ نروج 31.6؛ البرتغال 45.4؛ سكتلندا 44؛ الولايات المتحدة 54.6 وهولندا 59.6.
الصف الرابع: كوبا 81.6؛ كندا 70.4؛ إنكلترا 53.2؛ أيسلندا 56.9؛ إيرلندا 71.3؛ اليابان 86.7؛ نروج 63.7؛ البرتغال 60.7؛ سكتلندا 62.4؛ الولايات المتحدة 70.3 وهولندا 83.4.
في الصف الثالث نتفوق على الجميع، ولا يتفوق علينا في الصف الرابع إلا اليابان وهولندا.
المصدر: "منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية" والأونيسكو.
وجود قنوات تلفزيونية تعليمية:
كندا نعم؛ اليابان نعم؛ الدانمارك لا؛ إسبانيا لا؛ الولايات المتحدة لا؛ فنلندا لا؛ فرنسا لا؛ إيرلندا لا؛ نروج لا؛ هولندا لا؛ البرتغال لا؛ المملكة المتحدة لا والسويد لا.
المصدر: المعلوماتية العامة.
تتمتع كوبا بما هو أكثر من قناة تلفزيونية تربوية. فهي تبث يومياً ما بين 10 و12 ساعة من المواد التربوية عبر قناتيها الوطنيين، وبالإضافة لذلك تستخدم القناة التربوية، التي هي في أوج تطورها. وأصبح ذلك يغطي عاصمة الجمهورية وجزءاً كبيراً من محافظتي هافانا وسنتياغو دي كوبا. وستغطي قبل نهاية هذا العام الدراسي جميع عواصم المحافظات وأكبر مدن البلاد، وكذلك جزءاً كبيراً من المناطق الريفية. كما أن هذه القناة ستتمتع بعدد أكبر بكثير من ساعات البث التعليمي، وذلك كجزء من نظام مرتبط عضوياً بجميع مستويات وأنواع التعليم في البلاد.
المصدر: معطيات عامة.
وجود أجهزة استقبال تلفزيوني في جميع غرف الصفوف:
كوبا نعم؛ ألمانيا لا؛ كندا لا؛ الدانمارك لا؛ إسبانيا لا؛ الولايات المتحدة لا؛ فنلندا لا؛ فرنسا لا؛ إيرلندا لا؛ إيطاليا لا؛ اليابان لا؛ نروج لا؛ هولندا لا؛ البرتغال لا؛ المملكة المتحدة لا؛ السويد لا.
يتعلق الأمر بامتياز يحظى به منهج تعليمي شامل غير موجود إلا في بلدنا.
المصدر: معطيات عامة.
نسبة عدد المعلمين مقابل عدد السكان:
كوبا واحد مقابل كل 42.23؛ الدانمارك واحد مقابل كل 53.6؛ البرتغال واحد مقابل كل 54.7؛ السويد واحد مقابل كل 55.4؛ فرنسا واحد مقابل كل 62.7؛ إيرلندا واحد مقابل كل 64.6؛ كندا واحد مقابل كل 66؛ الولايات المتحدة واحد مقابل كل 67.7؛ إسبانيا واحد مقابل كل 68.5؛ هولندا واحد مقابل كل 69.6؛ اليابان واحد مقابل كل 77.8؛ ألمانيا واحد مقابل كل 78.7؛ فنلندا واحد مقابل كل 79.2؛ إيطاليا واحد مقابل كل 83.5 والمملكة المتحدة واحد مقابل كل 83.95.
المصدر: الأونيسكو.
الحد الأقصى من عدد تلاميذ غرفة الصف الواحدة في مرحلة التعليم الابتدائية:
كوبا 20؛ كندا 25؛ إسبانيا 25؛ نروج 25؛ المملكة المتحدة 25؛ الدانمارك 28؛ ألمانيا 30؛ الولايات المتحدة 30؛ فنلندا 30؛ فرنسا 30؛ اليابان 30 والبرتغال 30.
لا يوجد في حالتي ألمانيا والولايات المتحدة مؤشر واحد وحيد بالنسبة لكل أنحاء البلاد؛ إنما هو متباين بين مختلف الولايات.
المصدر: معطيات عامة.
كما يمكن الملاحظة: لقد أصبحنا نتفوق بهامش واسع على أكثر البلدان تطوراً في معظم المؤشرات التعليمية الرئيسية. لقد تقدّمنا عليها، من غير انتباه عملياً. ولا تتوفر لدى هذه البلدان أية إمكانية للتفوق علينا انطلاقاً من نموذجها الاجتماعي والاقتصادي الرأسمالي. وبالقدر الذي تنضج فيه المشاريع الحالية ونقضي على العيوب والصعاب، سنأخذ بتوسيع هامش الفرق.
ستضاف إلى مؤشرات التعليم هذه جهود عشرات الآلاف من مدرّبي الفنون الذين بدأوا يتأهلون والقفزة التي ستحدث في جميع فروع النشاط الفني وفي حقل المجال الفكري وخطى شعبنا السريعة باتجاه ثقافة عامة متكاملة.
لا يتعلق الأمر بأحلام ولا أوهام؛ فقد بدأت تتحول إلى حقائق مرئية. يستحق الأمر تماماً النضال من أجلها!
الوطن أو الموت!
سننتصر!