الخطاب الذي ألقاه القائد العام والسكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ورئيس مجلسي الدولة والوزراء فيدل كاسترو روس في حفل تخريج تلاميذ الصف السادس للمدارس الابتدائية في كارديناس، محافظة متانساس، في الواحد والعشرين من تموز/يوليو 2005 ، "عام الخيار البوليفاري الخاص بالأمريكتين"
التاريخ:
أيها الخريجون وذويهم الأعزاء،
يا أبناء كارديناس الأعزاء،
يا أبناء وطننا الأعزاء،
يمكن التفهم بوضوح أن يكون هذا الحفل، حفل مميز جداً. كنت أتطلع إلى أليان لدى وصولي على هذا المنبر وفي الحقيقة أشعر أنني متأثر مثله تماماً.
يجب عليّ أن لا أطيل لأن الجو حار ولحسن الحظ كانت الأمطار قد احترمت حفلنا هذا.
أتمنى عدم انقطاع التيار الكهربائي (ضحك) ولكنني أؤكد لكم أنه في حال حدوثه لن يدوم وقتاً طويلاً وإنما ما هو ضروري , عليكم أن تثقوا بما أقوله لكم. حسناًً، عدى ما يُقال عن فناء العالم، هذا شيء آخر، وأتمنى أن لا يحدث.
بالتأكيد، يتردد إلى دهننا الكثير من الأفكار والذكريات: الإعصار الأول والثاني والآخر وإعصار العام الماضي والذي جاء بعده، وآخر ضربنا هذا العام، والذي مرّ بالقرب منا، والأعاصير المتبقية. لا أحد من هذه الأعاصير تستطيع القضاء علينا. إن إعصار ما هو أخطر وأقوى ويمكنه أيضاَ امتلاك أسلحة نووية، نعم، لأن نتيجة الضربة التي وجهها لنا عندما مرّ بالبلاد، من هناك، أي من محافظة غرانما ومن جزء من محافظة سانتياغو دي كوبا كانت تقريبا تقريبا، بناء على صورة من الجوّ، بمثابة ضربة نووية خالية من الإشاعات ولكنها تركت ورائها كل شئ مدمر. من المستحيل أن ننسى صورة ما حدث في مناطق بيلون ورأس كروز ونيكيرو. هذا وقد ترك الاعصار أسلحة نووية كثيرة، لأنه في كل عشر كيلومترات كان يترك واحدة، أما التي كننا قد رأينا نتائجها في هيروشيما كانت شيئاَ رهيباَ، فقد كان اتساع قطرها عشر أو خمسة عشر كيلومتر التي قضت على كل شئ، ولكن إعصار بهذه السرعة فهو يدمّر كل منطقة يمر بها على طول مئات الكيلومترات.
كننّا نخشى على كارديناس بسبب اتجاه مساره وقطره الواسع حيث رياحه الإعصارية، كما قيل، التي كانت قد وصلت سرعتها من حين إلى آخر إلى 200 كيلومتر في الساعة. لحسن الحظ فهذا أخذ يفقد قوته نتيجة خطأ ارتكبه فهو ليس مثل إعصار العام الماضي الذي دخل مباشرة من جهة جزيرة "كايمان" بحراَ واجتاز مباشرة محافظة ريف هافانا وصولا إلى العاصمة، ولكّن هذا الإعصار خطر بباله الدخول تقريبا، تقريباً، من نفس مكان دخول المرتزقة إلى "هيرون" ( خليج الخنازير) وحدث له تقريباً، تقريباً نفس الشيء.
عندما دخل الإعصار من ذلك الإتجاه، وكان أمراً لم نعرفه جيداً، كان يتوّجه مباشرة إلى هافانا وعلى طرفه الأيمن كانت تقع كل من متانساس وكارديناس وفاراديرو. قبل فترة ليست ببعيدة ضربنا إعصاراً آخر، "ميتشيل"، الذي جاء من الجنوب الشرقي.
خلال خمس سنوات تعرضت مزارع الحمضيات هذه إلى ضربات ثلاث أعاصير, وهذا الإعصار أتى من نفس هذا الاتجاه. ولكنه قطع حوالي 300 كيلومتر وأخذ يفقد قوته. ضرب بكل غضبه، لدرجة أنه، وصلت سرعة هبات الرياح القصيرة إلى 300 كيلومتر بالساعة ولكنه أخذ يفقد سرعة رياحه ومدى فعله. وعلى الرغم من ذلك فأنه حافظ على رياحه القوية أثناء دخوله إلى محافظة هافانا، التي كادت تصل إلى 200 كيلومتر بالساعة، وكانت مساحة الدمار أقل بكثير. دخل البلد بدرجة رابعة لتصنيف سرعة الرياح وإنتهى بدرجة واحدة لدى خروجه. ولكنه يعتبر من أحد الأعاصير الذي تسبب في أكبر الخسائر المادّية .
عندما كان هذا الآخر يتجه بنفس الاتجاه تقريبا،ً كننا نراقبه وفي نفس الوقت الذي كننا نتخذ التدابير اللازمة لدعم السكان المتضررين، بدأنا أيضا بالتحضيرات لمواجهة الإعصار الثاني ونحن الآن جاهزون. يمكن أن أوكد لكم أننا نستطيع التصدي لهم جميعاً، لواحد، لأثنين أو لثلاث منهم، وسنصحح آلياتنا كما فعلنا في الكثير من المرات الأخرى، كي لا نخسر ضحية واحدة. يمكن لإعصار أن يدمّر كل ما يريد أن يدمره، ولكن بالنسبة للثورة حياة الانسان هي أهم من كلّما يمكنه أن يدمر أعصار ما.
أتمنى أن لا يشك أحد بما أؤكده لكم.
بعد ذلك، جاءت الأمطار التي وصلت بعد إحدى أكبر حالات الجفاف ولعلها ألاكبر التي عرفها تاريخ بلدنا، مئات ومئات الألاف من الناس على مدى شهور كثيرة كانوا يستلموا المياه عن طريق شاحنات وصهاريج وجرارات في وقت كان سعر الطن الواحد للديزل يزيد على خمسمائة دولار وطن البنزين بسعر ستمائة دولار.
على هؤلاء الذين لا يفكرون كثيراً في مثل هذه الأمور أن يتذكروا أن البترول ليس بماء، وأن الديزل ليس بماء وأن البنزين ليس بماء وأنه لا يسقط من السماء ولا يفيض وندرته تسحق. مبالغ هائلة لا بد من توظيفها في كل هذه الأمور فهذه لا تسقط من السماء ويجب كسبها بعرق الجبين أو من خلال قدرة وابداع العقول.
يجب علينا أن نتعلم أكثر وسنتعلم، هذا ما أوكده لكم أيضاً.
اليوم، حتى الطبيعة تكرّم هذا النهار، تكرّم كارديناس وتكرّم هذا التاريخ الذي ولدت منه الكثير من الأمور، حيث قامت الثورة بإعادة بناء طاقاتها وقواتها من أجل خوض معركة ولفوزها أمام القوة العظمى والتكبر، بقدر ما هي قوتها العظمى فهى جبانة ودنيئة ومستهترة. إمبراطورية لم تستطع إكتساح هذه الثورة على الرغم من رياحها التي وصلت إلى ألف كيلو متر في الساعة أو عشرة ألاف، لم تستطع سحق إرادة ومقاومة هذا الشعب البطل، نعم البطل وأنتم تبرهنون على ذلك، فلا أحد فقد الحماس، ولا أحد فقد الشجاعة، كم مرةً كننا بحاجة إلى هذة المدرسة، لقد تحركت وقامت بمسيرة هناك، أمام مكتب رعاية المصالح وهكذا قامت تلك المسيرات التي خرج فيها مئات الآلاف من الأطفال والأمهات والشباب والشعب عامة، بدون توقف مارسوا نضالهم خلال شهور وشهور.
أستطيع أن أؤكد لكم بأننا فوزنا في تلك المعركة، أوكد لكم هذا، لأن روح النضال لم تتوقف وصمودنا لن يتوقف وثباتنا لم يتوقف وأسلحتنا السلمية ولكن الفعالة لن تتوقف وحقيقتنا لم تتوقف ورسائلنا إلى العالم لن ولم تتوقف. من هنا نشأت تلك العبارة: معركة الأفكار، لأنها كانت بالفعل معركة الأفكار حقيقية.
علينا أن نتذكر بأنه من الأشياء التي تسمو أمام أعيوننا وأمام تاريخ الوطن هي تلك التطورات التي بدأت بها معركة الأفكار هذه، والتي ستدوم وقتاً طويلاً وستستمر في طريقها حصد إنجازات وهزيمة خصوم.
من الواضح أنه على الرغم من كل هذه الصعوبات وهذه المصائب فإن الحقيقة تشق طريقها والأفكار الأكثر عدالة تتضاعف، ملايين وعشرات الملايين ومئات الملايين ينضموا إلى صفوف الحقيقة وهذه الحقيقة أو تلك الحقائق ستسحق الأمبراطورية ليس فقط من الخارج وإنما أيضاً من الداخل، لأنه لا يمكن أن ننسى أبداً أنه في نهاية تلك المعركة الخاصة بالأفكار تقريباً ما يقارب 80 بالمائة من الأمريكيين دعموا قضيتنا ودعموا نضالنا وجعلوا من الممكن الوصول الى ذلك الانتصار. ولكنه كما قيل في ذلك الحين، كانت تلك هي الخطوة الأولى ومازال أمامنا الكثير من المعارك يجب علينا خوضها ونحن نخوضها.
نشكر الطبيعة على تعاونها مع هذا الاحتفال. يوجد القليل من البرودة وأرى الأضواء مضيئة دلالة على أن الكثير من الأضواء لن تطفأ.
كما قلت لكم، أنه ولحسن الحظ، ماتزال مناطق كارديناس وفراديرو سليمة وعاصمة المحافظة ماتزال شبه سليمة، بصرف النظر عن أن ما يقرب من 180 ألف سكن قد تضررت من جراء الإعصار إلى جانب أن عشرات الألاف منها دمرت بالكامل، إضافة إلى ألاف والاف المخازن والمنشآت المختلفة التي دمرها.
بإمكاني أيضاً أن أوكد لكم شيئاً آخر: لم يبدأ من قبل نضالا من أجل إعادة البناء كما الذي نخوضه الآن. إذا رغبتم سأعطيكم معطياً ما:
عندما مر الإعصار "ميتشيل"، تم تسليم، حسب ما خبّروني، ما يقارب 80 ألف قرميد من الزنك للاسطح – كان قد تم تسليمها ضمن برنامج الترميم – وقبل يومين، تم تسليم 250 ألف منه. هذه الدفعة ليست الإ عبارة عن تسخين القوى والوسائل التي ستشرع في عملها.
ذكرت البعض من هذه الأمور لأنها شغلت بالنا. أتذكر أن ذلك الصباح كنت أتحدث مع سكرتير الحزب في المحافظة: "أين أنت؟" يقول: "أنا في كارديناس". وأسأله: "كيف حال أليان؟" إنه رمز كارديناس. يقول لي: "حسناً، أليان، لم أتمكن من رأيته ولكن يقولون لي أنه وقع على الأرض". كيف هذا، هل وقع أليان على الأرض!؟ - في نفس يوم 8 صباحاً. إنني أراه هناك وهو يضحك. يقول: "إنه لديه ثلاث أو أربع غرز".
وأقول : كيف وقع على الأرض، ماذا حصل ؟ لم يكن الإعصار قد وصل بعد، كان قد بدء الإعصار الدخول إلى سينفويغوس، ويقولون لي: "لا، إن الأمر - لا أريد أن أتهمه- إنه الثاني، صاحب الابتسامة المشرقة، الذي إستطاع كسب نصف سكان مدينة نيويورك في عصر ذلك اليوم " – يقول- إنه دفعه". نعم، وقع على الأرض وعالجوا الجرح بما يقارب ثلاث غرز". وإنني أقول: "يا لهذا! لن نعلن الآن عن أن إليان قد عالجوه بثلاث غرز؟ يمكن أقول: لماذا لا يظهر أي شيئ من الجرح، ولا أي علامة. إنه دليل على جودة أطباءنا؟ أليس كذلك؟ لقد أعادوه كما كان . وأنا أقول أين هذا الجرح ؟ لا يمكن رؤية أي شيئ . ولكنه دُفِعَ قليلاً، إنتبهوا في أي لحظة, في صباح يوم 8. حسناً، وفيما بعد سألتُ عنه أكثر من مرة وكان على ما يرام. كنتُ أفكر بأن الأعصار، قد يأتي من هنا، أو من مكان قريب من هنا.
حسناً، نحن نعلم الآن أنه الاكثر ضررا. فإن الأضرار التي ألحقها بنا، كما سبق وشرحنا، لقد تحدثنا عن ألف وأربعمائة مليون دولار والخسائر في الحقيقة أكثر من ذلك، ولكننّا نعرف كيف يمكن إستعادة وإصلاح الاضرار. نحتاج الى نقود ومواد خامة ومواد أخرى كثيرة. لا بد من أن نستثمر بعض مئات الملايين، وليس ألف وأربعمائة دولار. فإذا توفرت لدينا المواد الخامة، الباقي نضعه نحن بالعمل مع الشعب.
وهكذا عندما يقال: تم فقدان الكثير، نعم، لا أحد سيتطيع إستعادة محاصيل الحمضيات التي خسرناها في هاغوي وأشياء أخرى كثيرة، ولكن بالمواد الخامة التي ستكون في متناولنا سننتج ما خسرناه نتيجة الإعصار بل وأكثر من ذلك، وإذا جاء إعصار آخر، سنواجهه, وإذا جاء إعصار ثاني أيضا أو ثالث أعاصير فإننا سنواجهها.
استطيع أن أؤكد لكم شيئاً آخر، وهو أنه بجهدنا وبالموارد التي يمكن للبلد تعبئتها سنعيد بناء كل الاضرار بل وأكثر. سنرى ذلك بعد مرور سنة، بنفس هذا التاريخ، ماذا يمكن أن يحدث في البلد، سواء بإعصار أو بدونه.
لقد تم البرهان على أنه مثل النملات الصغيرة باستطاعتنا أن نعمل أشياء وهكذا مثل النملات الصغيرة عملنا أشياء في أماكن كثيرة، وهنا أيضا في كارديناس عملنا الكثير نكاد أن ننسى إحصاء ما نقوم به: تبدو مدرسة "مارسيلو سالادو" جديدة لا تشبه تلك التي زرناها في أول مرة. هناك متحف جديد رائع، جميل، أعتقد أنهم يسمونه متحف معركة الأفكار.
انظروا هنا، إلى هذا، إنه مكان تاريخي، يا لها من قيم!، انظروا، هناك الى ذلك المنزل الذي زرناه للتو، حيث ولد فيه خوسيه أنتونيو، لقد تم أيضا إعادة بنائه وتحويله إلى متحف، هناك أعمال لترميم المدارس الابتدائية، وهناك المدارس الإعدادية، هناك الإنجازات الملموسة في الصحة على مدى هذه السنوات الخمسة وهذا ليس كل شيئاً، هناك أشياء أخرى، سنرى، توجد خطط هامة لهذه المدينة ولغيرها. هناك الكثير من الأشياء التي لا بد من عملها.
إن فراديرو، أحد أفضل المراكز السياحية في العالم، لايزال في تنميته.
يقدرعدد المعلّمون التكامليون الذين تم تكوينهم على مدى هذه السنوات، والمعلّمون الناشئون بحوالي 15 ألف معلّم والكثير منهم يتواجدون هنا في كارديناس .. من متانساس ذهبوا إلى مدينة هافانا ليتلقوا دراساتهم. أنني أتذكر عندما زرناهم هناك، بعد عودتهم والدفعة الأولى منهم آتت إلى المدرسة "مارسيلو سالادو". لقد أصبح المعلّّمون الناشئون مؤسسة وسيحصلون قريباً على شهاداتهم الجامعية.
يتواجد هناك العمال الاجتماعيون الذين وصل عددهم إلى 28 ألف تقريباً. في تلك الأيام كننا بالكاد في بداية الطريق. يا لها من كتلة بشرية! كنت أسأل التلاميذ الذين تخرجوا للتو من الصف السادس الابتدائي، ماذا سيدرسون والكثير منهم يقولون لي: " أنا، ذاهب إلى هنالك، إلى الـ UCI (جامعة العلوم المعلوماتية). يا لها من مؤسسة عظيمة هذه التي لا تتوقف عن التقدم! يتم اختيار الشباب الدارسين فيها من جميع إنحاء البلد على أساس أفضل النتائج في ملفاتهم. وكم يُسعدّني التفكير فيما أن الكثير من أولئك الذين كنت قد وجهت لهم التحية وسلّمتهم إياهم الشهادة سيذهبون إلى تلك المؤسسة الشهيرة، إنه عدد لا بس به.
آخرون قالوا لي: "أنا أريد أن أكون طبيباً. فقلت لهم : "إذن، عليك أن تتحضر نفسك، لأننا سوف نبعثك إلى مهمة أممية".
وهناك تلميذ آخر قال لي إنه يريد أن يكون رساّما، وآخر قال لي إنه يريد أن يكون عالم الفلك.
وآخر يجيب لي: "أريد أن أكون معلّماً". وأخرى: "أريد أن أكون فنانة". كان قد مرّوا جميعهم من هنا ولا شك في أحدهم.
كان بعضهم يقولون: "حسناً، لا أعرف بعد"! أه!، أ لا تعرف بعد؟ إذن، عليك أن تفكّر. حسناً، فكّر جيداً حتى لا تكون مخطياً.
هنا كنت أرى صورة شعبنا، كنت أرى صورة خريجينا اليوم، عددهم ألف و246. ما معناها تلك المسيرة وما معناه كل جواب؟
كنت أسأل لنفسي: هل يوجد مكان ما في العالم يتخرج منه ألف و246 تلميذ، كما يحدث هنا، يمرّوا في مسيرة أمامنا وجميعهم يدركون أو على أقل يوجد لديهم فكرة عن ماذا سيفعلون ؟ لا أحد منهم كان يتردد.
لنفكر ثانية واحدة، ونركب على ماكينة الزمن ونرجع خمسين عاما إلى الوراء هنا في كارديناس ولنسأل أنفسنا، ما هو عدد المتخريجن من الصف السادس، هنا في المدينة أو في الأرياف، لنسأل لأنفسنا إذا كان ممكن التحدث عن نسبة مائة في المائة وجميعهم في أعمار مشابهة للأعماركم، دون تخلف مدرسي، وجميعهم وبمعارف ممتازة. إضافة إلى ذلك، نحن مقتنعون على أنكم جميعاً ستكبرون وعلى أن كل واحد منكم جاء مع والديه بكل فخر وإعتزاز لأن المتواجدين هنا ليسوا مَنْ كانوا أصحاب فراديرو والفنادق والمزارع الكبرى، لا، إن المتواجدين هنا هم منحدرين من عائلات فقيرة تنتمي إلى الشعب لم يتمكن آباءهم من الحصول على شهادة جامعية. كم منهم تخرجوا من الصف السادس وكم من الصف التاسع وكم من المرحلة الثانوية، وكم منهم كان بإمكانه الذهاب إلى الجامعة الوحيدة الموجودة بعيداً جداً، في اتجاه هنالك.
نعم، أعرف واحد منهم، وهو الدكتور سلمان. كان والده خياط، وكخياط أظن أنه تمكّن من أعطاءه شيئاً من النقود. وانتُقل إلى هناك حتى يتمكن إبنه من الدراسة في الجامعة.
أنا أحد من أولئك الذين وفقهم الحظ في الألتحاق بالدراسة وأعرف جيداً لماذا، لأنني لست ابن عامل زراعي أو ابن عامل في مزارع قصب السكر أو ابن راعي المواشي أو ابن عامل في أي شيء وفي أي مكان. رافقني الحظ، وليس لي مسؤولية على ذلك إطلاقاً، ويسعّدني تمكّني من استفادة تلك الظروف، ومن فرصتي للدراسة ومن إمكانيتي حضور الجامعة عندما لا توجد ألاّ واحدة فقط.
من منكم تعرف ما هو عدد المهنيين المتواجدين بين أباء وأمهات التلاميذ الذين كانوا قد تخرجوا اليوم هنا، كم معلمين وعمال الصحة وفنيين، الجميع دون استثناء كانوا يعرفون بأنه في هذا البلد بإمكان أولادهم دراسة ما يريدوهم: بدءً من أخصائي رفيع المستوى في أمور متعلقة بالحاسوب والمعلوماتية ووصولا إلى رجل فضاء وعالم فلك يكون قادراً على فحص أسرار الكون وعلى ذلك العدد الكبير من النجوم التي نراها في الليل والتي تتواجد على بُعد مئات السنوات الضوئية، هذا الضوء الذي يجري في سرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية، من هنا، من هذا الركن الصغير من الأرض ومن هذا العالم ومن هذا الكوكب الصغير الغارق في أزمة حيث الكائن البشري أصبح مهدداً بسبب شراهة ووحشية وجهل وحماقة هؤلاء الذين يمتلكون السلطات العظمى وبسبب عدم مسؤولية هؤلاء الذين نهبوا العالم ولا يستطيعون اليوم حمايته من الدمار.
عظميم، نعم، ويجب ان يكون عظمياً دائماً إهتمامنا تجاه مصير هؤلاء الأطفال الذين تخرجوا اليوم هنا، وتجاه مصير هؤلاء الذين لم يصلوا بعد إلى الصف الأول وتجاه مصير إخوة أليان الصغار. ماذا سيكون مصيرهم في هذا العالم الذي يدّمر فيه البيئة؟ ماذا بإمكاننا أن نفعل لإنقاذه من المتوحشين والسخفاء والبلهاء؟ وسوف يتسأل بعضهم البعض لماذا هذه الكلمات القوية. ولكن يكفي أن نعرف أن الشمس أخذت بالغروب من تلك الناحية وأنها أشرقت من هناك، انظروا باتجاه الشمال، وسنرى الأعمال الوحشية والجرائم التي لا تصدق بهل إرتكبت بحق العالم لم ترتكب أبداً في تاريخ البشرية.
توجد أشياء هامة جداً تهمنا حين نرفع نظرتنا في محاولة منا من رؤية المستقبل. ما هو مصير هؤلاء الأطفال؟ هل يمكننا أن نكون متواطئين في المصير القاسي الذي ينتظرهم إذا فشلت معركة الأفكار هذه، هذه المعركة التي نخوضها اليوم على الصعيد العالمي من أجل الحفاظ على بقاء الكائن البشري. نرى اليوم ما كننا نحلم فيه لأجلهم، ما كننا نطمح إليه لشعبنا، فكل طفل يولد، كما سبق وذكرت عدة مرات، مالكاً، لأننا نستقبل الكثير من الطلاب من أماكن عدّة لإجراء دراسات الطب أو أي شيء آخر، وذلك بعد إنهاء دراسة الأعدادية على رغم أنهم فقراء، وليس في أفضل المدارس لأنكم تعرفون أن أفضل المدارس في جميع أنحاء العالم هي للأغنياء إلاً في بلد قامت بثورة مثل بلدنا. نعم، يوجد لهؤلاء فرصة القدوم إلى هنا للدراسة لحصول على شهادة الطب، يشعرون كأنهم قد إستلموا جائزة أُرسلت لهم من السماء، وكأنهم استلموا نبأً استثنائياً للغاية: إمكانية القدوم ودراسة تلك المهنة النبيلة في كوبا.
هناك، على سبيل المثال، يدرس الطب 10 ألاف طالب من بلدان أخرى، وسوف تأتي ألاف الآخرين. سيتحوّل بلدنا إلى أكبر معمل العالم لتكوين إخصائيين في الطب، ونعمل هذا لأننا نستطيع عمله ولأن العالم بحاجة إليهم وأيضاً مئات الملايين من الناس في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وفي أنحاء أخرى من العالم.
يدرسون ويقضوا هنا سبع سنوات لحيازة شهادة الطب، إنهم ممتازون، هذا وفد بدأ بعضهم بالعودة، إنهم أطباء مهرة .
كنت أقارن بين وضعهم وبين وضع هؤلاء الأطفال في كل تلك البلدان، إذ يتخرج من الصف السادس القليل منهم، لأن نسبة الامية هي ما بين 15، أو 20 أو 30 في المائة، ويصل القليل من الأطفال إلى الصف السادس في الكثير من تلك البلدان، وفي بعضها الاخر تكون نسبة الامية أعلى. ففي فنزويلا بالذات، لم تستطيع أطفال كثيرة الوصول إلى الصف السادس، ولكن وبفضل الثورة التربوية العظيمة التي تجري حالياً في ذلك البلد، بدأت تتخرج الدفعات الكبيرة كما يحدث هنا.
أتذكر تلك السنوات الأولى من ثورتنا، ووضع التخلف المدرسي الكبير، والمعلمين المبتدئين بدون شهادات ولكن ذوي القيم والجدارة، اليهم يعود الفضل الكبير في بدءنا الطريق الذي أدى لما نملكه اليوم، ولكن لا يوجد طفل واحد من هؤلاء الاطفال, لا يوجد من بين الألف و246 طفل تم تخريجهم ولا آباءهم الحاضرين هنا مَنْ يعلم ولا يستطيعوا القول كيف قام الاطفال بالعرض هنا: سأدرس هذا، وذلك، وذاك، أو سأفكربذلك، حتى الان لم أحسم.
لكنني سسألكم: مَنْ منكم يستطيع أن يرفع يده، هل يوجد أب واحد فقط من آباء أل- الألف و246 الحاضرين يستطيع التأكيد على أن ابنه لا حق له أن يقرر ما يرغب دراسته؟ بدءً من علم الفلك، أكرر، حتى دكتور في العلوم الطبية، وفي علوم الفلسفة أو أن يكون في المستقبل راقص يهز خشب مسارح العالم، مثل أطفال هذه المدرسة الابتدائية للفنون، أو تلك المدارس المنتشرة في جميع محافظات البلد للرقص والموسيقى والرسم ولأي تخصص مشابه، كلها في متناول هؤلاء الأطفال لأنهم يعلمون أن باستطاعتهم أن يقولوا: أريد أن أدرس هذا وسيدرسوا ما يريدونهم، ما عدا تلك الاختصاصات التي تحتاج إلى موهبة ما أو مواهب معينة ولكل إنسان موهبته إما لشيئ ما أو لآخر.
هل من أحد يستطيع أن يرفع يده، سواء من الأمهات أو الأباء؟ لأنكم تعلمون وكذلك تلك الأمهات أو الأباء الذين بسبب حادث ما يعاني ابنهم من أعاقة معينة أو أولائك الذين نتيجة عوامل طبيعية كانوا قد أنجبوا ابن معاق، أنتم تعلمون أنه توجد فرص للتسجيل في المدارس الخاصة لأكثر من 50 ألف طفل من المصابين بإحدى تلك المشاكل. وأسأل نفسي أيضاً: هل توجد حالة واحدة منسية أو مهملة؟ يمكن أن توجد، ولكنه من الصعب اليوم عدم اكتشافها من قبل عمالنا الاجتماعيين.
قد تصل أحياناً نسبة الجهل في ركن صغير ما من البلد إلى حدود أن يجهل بعض الناس أن هناك قانون للضمان الاجتماعي أو أن هناك إمكانية تلقي الرعاية المطلوبة، لكن، حتى لأولئك يوجد جيش كامل من العمال الاجتماعيين مخصص لرعايتهم يحدد موقعهم، يزن وزنهم، يقيس طولهم ليعرفوا إذا كان هناك تناسب بين الوزن والطول المطلوبين حسب العمر.
لقد أطلت عليكم في الإشارة إلى ذلك، لأنه يجب التفكير والتأمل في ذلك. إن أولئك الذين لا يملكون شيئاً لتقديمه العالم إلاّ البؤس والألم والاستغلال والنهب والإساءة والجريمة يحاولون خلق البلبلة باستخدام الأكاذيب. و أنه لا بد من سؤال أولئك هل يوجد مكان آخر على وجه الأرض تستطيعوا التأكيد على ما أكدته هنا.
لا يمكن معرفة قوة الحقيقة! إنها أحد أكبر أسرار هذه الثورة، وربما أهم ما يميز هذه الثورة هو تعاملها مع وبالحقيقة، الحقيقة التي لا تهزم.
ربما اغتنمت الفرصة، لأنه لدينا متسع من الوقت، للتأمل في بعض الأفكار المستلهمة من حضوركم، والذاكرة الغير منسية مع كل هؤلاء الاطفال والاحاديث المتبادلة معهم. بل أكثر من هذا: يا لها من شخصية ! إنها الصف السادس، لقد رأيتهم يسيرون أثناء العرض وكانت البنات هن الأغلبية الواضحة. للصبيان شخصيتهم ولكن بالنسبة للبنات، يا لها من شخصية! هذا لا يمكن مشاهدته بسهولة في مكان آخر، هذا هو ثمرة عالم مختلف ومجتمع مختلف، مجتمع متساوي لدرجة كبيرة رغم درجات التفاوت.
أنتم تعلمون أن الذين يخلقوا التفاوتات هم عادة، أولئك الأوغاد والتجار اللوصوص الذين كلما سنحت لهم الفرصة يدخلون أيديهم في جيوب الناس ليخرجوا الرواتب، حتى ولو كان هذا للنقل إلى هافانا في سيارة شحن صغيرة مقابل 100 بيسو أو إلى أي مكان آخر. نعلم عن كل هذه الأمور ولا أحد يفكر بأننا نتجاهله.
إننا سعداء حين نفكر بأنه ستتم هزيمة كل هذه الأمور، ولن تتم عن طريق العنف بل عن طريق إتقان ما قمنا بإنجازه، عبر إتقان مجتمعنا. لن يتبقى لإحد أدنى شك في ذلك. هذا ما أؤكده لكم، ولن تكون هذه مهمة مجموعة من الرجال، بل ستكون مهمة الجميع ، كلكم جميعاً وكل أطفالكم، سيكون لكم الدور البطولي في هذا النضال. لأن البعض يقول، إن هذا الشيئ سيئ. ولكنهم لا ينقدوا فاعليه.
أنا أطالع حالات الرأي العام بشأن الأمور الجيدة والسيئة، ولكنني هنا لن أطيل عليكم ، بخصوص ذلك علي أن أتكلم كثيراً، ولكن لن أقوله اليوم، فقط أريد أن أحذركم أنه لا بد من التفكير والتأمل كثيراً والنضال معاً. ما زلنا نعاني من عيوب ورذائل، فقط يمكن القضاء عليها من خلال قوة الجميع الموحدة. وستتوحد قوة الجميع! لأن الحقيقة والكرامة والنزاهة والتي هي أفضل قيم أبناء البشر بإمكانها أن تصنع المعجزات، بإمكانها عمل ما كان يبدو مستحيلا خلال ألاف من السنين .
يبدو أن المطر يهددنا، في الواقع ، قلت لكم الأشياء الأساسية، ولكن حسناً ، إذا أردتم سأعطيكم بعض المعطيات.. نتمنى ألا تنزل صاعقة الآن وتخل وتزعج سعادتنا! لن أعطي لها الفرصة.
وضع البلد:
"عدد المدارس الابتدائية، تسعة آلاف و029.
"مجموع عدد التلاميذ المسجلين، 845 ألفاً و922.
"عدد المدرّسين 90 ألف و867 موزعين في 9 آلاف و029 مدرسة. منهم 16 ألف و619 هم من المدرسين الطوارئ الناشئين.
"تقريباً ما نسبته المائة في المائة من هؤلاء التلاميذ المسجلين يهتم بهم معلم واحد في غرفة صف واحدة تتسع لعشرين تلميذاً أو أقل، أو معلمين إذا زاد عددهم عن العشرين تلميذاً.
لا أحد يحظى بهذه النسبة، سنرى، وكذلك الحال بالنسبة لطلاب المرحلة المتوسطة حيث مدرس واحد لكل خمسة عشر تلميذ.
"هذا العام بجمعنا للعدد كله، سيتخرج 143 ألفاً و435 تلميذاً من الصف السادس، تقريباً كل العدد الإجمالي.
في المدن حققت نسبة النجاح 86,5% من المسجلين في مجموعات ال 20 تلميذ وفي الريف نسبة 95,4%.
"نسبة 99,1 في المائة من التلاميذ تستفيد من إقرار الدوامين.
" نسبة حضور التلاميذ تصل إلى 99,1 في المائة". من كان باستطاعته قول ذلك!
"قد تجاوز ال 98 في المائة من معلمين المرحلة الثانية تجربة المعلم الواحد بديلا للنموذج القديم حيث كان معلّمان لهذه المرحلة.
"تحققت نسبة مائة في المائة لصالح البقاء والضبط في العام الدراسي.
" علاقة سلوك التلميذ والمجموعة هي 18,8 على المستوى الوطني، وفي مدينة هافانا تصل الى18 .
"يستمر تعليم اللغة الإنجليزية من الصف الثالث إلى الصف السادس عن طريق الفيديوهات، وتعليم الشطرنج في مختلف الصفوف يحظى بقبول كبير من قبل التلاميذ والمعلمين.
"لتعليم الحاسوب وتكوين المفاهيم والعادات والمهارات تم الحصول على 41 برامج كمبيوتر تربوية، ويوجد جهاز كمبيوتر واحد لكل 45 تلميذ." وسيزداد عدد الكمبيوترات أكثر فأكثر. هذا أمر لا يمكن تجنبه.
"بثت قناة التلفزيونية التربوية 31 برنامج أسبوعياً موجه إلى معالجة الأهداف والمضامين الرئيسية لمواد الخطة الدراسية الخاصة بالتعليم الابتدائي واستمرت زيادة عدد الساعات المخصصة لتعليم اللغة الإسبانية والرياضيات ابتداء من الصف الرابع.
"قياسات النوعية تشير إلى أن هناك ميول لزيادة في التعليم، آخذين بعين الاعتبار مقارنة النتائج التي تم تحقيقها في الخامس التجريبي (أيار/مايو 2001 بداية بث القناة الأولى) والعاشر التجريبي، الذي انتهى في أيار/مايو 2004"
ألا يوجد هنا أخصائي بالأحوال الجوية ؟ هل يتواجد روبييرا في مكان ما حتى يقول لنا إذا هناك إمكانية لسقوط المطر أم لا، كي نغادر المكان بانتظام.
توجد أمور كثيرة، توجد نواقص ضد تلك التي نناضل من أجلها.
"التعليم الابتدائي في كارديناس" لديّ جميع المعلومات، لن أقرأها، فلينشروها.
"هل لديكم محطة إذاعة؟ (يجيبون بنعم) هل لديكم بعد محطة للبث التلفزيوني؟ (يجبيونه لا) لا.
الفونسيتو، متى ستطلق في كارديناس محطة محلية للبث التلفزيوني؟ (هتافات وتصفيق). لنرى الفونسيتو، قل لي بعد شهر واحد. متى؟ (السكرتير الأول للحزب في المحافظة يجيبه: أنه في تاريخ 23 آب/أغسطس، وأن المكان لهذا الغرض أصبح متوفراً). سنعطيكم فرصة صغيرة.
حسناً،توجد لدينا الأجهزة، ولكن لدى الفونسيتو خبرة أكبر. هل من الممكن إطلاقها في هذا التاريخ؟، لماذا لا نعطيهم مهلة لغاية شهر أيلول/سبتمبر؟، لحين البدء بالعام الدراسي، حسناً. ستكون لكم محطة محلية للبث التليفزيوني(هتافات وتصفيق) فنانين محليين وبرامج وأخبار محلية.
"عدد أجهزة التلفزيونية"، يزداد عددها باستمرار
عدد المعلمين في مجال التربية : 519
بالاحتياط :22. إننا نتحدث عن كارديناس .
حاملوا الشهادات الجامعية : 210 .
البقاء: 100% . معطيات سريعة
تم إنجاز 282 عمل للنشاطات العلمية : 85 بحث، 35 تعميم، 107 وسيلة للعملية التعليمية، 55 لعبة تعليمية، وقد اشترك بهذه الفعاليات 291 مؤلف و156مؤلف مساعد. من كان يتصور مثل هذا الشيء؟ وهلم جرا، وهنا لدينا أشياء صغيرة أخرى ..
ينظر إلى السماء..
للأسف، عندي هنا تاريخ الفارس الصغير(أليان) الذي يشرفنا. وهنا لدينا الكلمات التي ألقيناها يوم 28 حزيران عام 2000.
"يجب على معلمينا المتفانيين وأخصائيي التربية إتمام إنجاز العمل السامي، الذي استطاع تحويل طفل عادي إلى طفل نموذجي، جدير بتاريخه و بلطفه وبمهارته حتى يبقى دائما بالإضافة إلى كونه مواطن عادي، رمزا ومثالا ومجداً لكل أطفال بلدنا، وموضع فخر واعتزاز لمعلمي كوبا. وهنا لدينا النتائج. إن نتائجه الأكاديمية جيدة جدا ولديه معلومات حول مختلف مجالات الحياة . نستطيع أن نقول أنه يعرف قليلا عن كل الشيء وأنا أقول أنه يعرف كثيرا عن بعض الأشياء".
موقفه ممتاز حيال البحث المعرفي بشكل يتناسب وعمره ويظهر حرصه على تعميق معرفته ويعجبه الشعور بوجود التحديات أمامه، يواجه المجهول دون أن يهرب من الصعوبات. يتخذ موقف التأمل أمام المعرفة يدرك باستمرار الترابط ما بين المعلومات الجديدة والمكتسبة، وعموم استنتاجاته موفقة.
إنه طفل لديه القدرة على الملاحظة، يستطيع القيام بالمقارنات وتحديد الأشياء بدقة كافية. إنه قادر على تقييم نشاطه التعليمي وأنشطة رفاقه بشكل مضبوط ودقيق بما فيه الكفاية. إنه لطيف ومجتهد، يحدد أهدافه ويجهد بمثابرة وبشكل دؤوب لتحقيقها. إنه واعي لصعوباته ويعترف بها علنا .
إنه طفل منضبط ويحترم غيره. لا يعجبه أن يوبخه أحد ولهذا يحاول أن يعمل كل شيء بشكل جيد. لكنني متأكد بأنه، إضافة لما يميز هذا الطفل من فضائل ووعي متنامي، ولكونه لا يحب أن يوبخه أحد. إنني لم أوبخه أبدا وهو لم يوبخني، فعلاقتنا جيدة جداً. يحافظ على علاقات جيدة مع الآخرين، إنه اجتماعي وإنه صاحب مروءة ويتميز بأخلاق الفوارس وخاصة مع البنات، يهتم بمشاكل الآخرين وإنه قادر على جذب رفاقه بفضل بساطته وتواضعه.
إنه يشعر أن عليه مسؤولية تجاه إخوانه الصغار ويهتم بهم دون الميل إلى تقديم الحماية الزائدة. هذا و يفضل المزيد من الانضباط حتى لا يدفعونه قبل مجيء أي حصار. (ضحك)
إنه يأخذ بعين الاعتبار أراء المجموعة وقد أعطى براهين على الالتزام بها إذا ما رآها مناسبة.
و قد تبين احترامه للمجموعة عندما يقدم لها اعتذاره لعدم إمكانية المشاركة إلى جانب رفاقه بأي نشاط يتم دعوه له، وذلك لحضوره نشاطات أخرى ضرورية.
إنه يتولى بشكل مناسب المهام التي يتوجب عليه القيام بها ولهذا فهو قادر على التركز في الدروس التي تلقى بالتلفزيون، و بالكتابة وينتبه إلى الدروس وهذا يسمح له كذلك المشاركة النشيطة بنشاطات الألعاب. ويحب تنفيذ المهام بألعاب المشاركة دون أن يشعر بالإحباط عندما يخسر.
إنه نظيف، وأكثر من ذلك، يهتم ويعتني كثيرا بدقة بنظافته الشخصية وبأدواته المدرسية.
لقد وجدنا مؤشر مهم لصفاته في انتخابه بالإجماع كقائد لمجموعة الأشبال الطليعية في بداية الصف السادس. وقد برهن على روح المسؤولية، خاصة بطريقة أداءه واجباته كقائد للمجموعة.
من جهة أخرى، فإن مجموعة المهام والنشاطات التي تتطلبها هذه المسؤولية، كلها بمثابة مساهمة كبيرة لتطوره وعلى وجه الخصوص، ساعدته على الاتصال بمجموعات غير معروفة وبذل الجهود كي يمثل مجموعته بشكل مناسب، واستنباط أفكار لتوجيه مسؤولي الفصائل واتخاذ قرارات تتناسب ومرحلة حياة الطلائع.
إنه ينهي الصف السادس بنتائج ممتازة ومسيرة بارزة جداً، اليوم يتطابق جهده بالنتائج التي حصل عليها ولذلك فقد تم تقديره بشكل جماعي كأفضل وأشمل طالب طليعي من بين خريجي مدرسته، على الرغم من أنه كان أول من اقترح طالبة طليعية أخرى من صفه كي يتم اختارها كأفضل التلاميذ.
إنه يصاغ خطبه بنفسه.
أشعر بالامتياز كوني صديقه!
الوطن أو الموت!
سننتصر! (تصفيق)