إن أي رجل دولة، أو أحد يعقد العزم على أن يكون كذلك، من واجبه أن يعلم أن الأفكار العادلة والإنسانية بالفعل على مدى التاريخ قد اُثبتت بأنها أكثر جبروتاً بكثير من القوة؛ فمن هذه الأخيرة لم يعد يتبقّى إلا خراباً هباباً ودنيئاً؛ أما من الأولى فتظهر ملامح مضيئة لا يمكن لأحد أن يطفئها. كل مرحلة كان وما يزال لها أفكارها، سواء كانت الأفكار الخيّرة أم الشريرة، وجميعها أخذت تتراكم. ولكن المرحلة الراهنة التي نعيشها، في عالم همجي ولا حضاري ومعولم، كان نصيبها أسوأ الأفكار وأكثرها شرّا وجهلاً للمستقبل.
رجوع إلى النص الأصلي:
خطاب خصمٍ لحكومة الولايات المتحدة, 14 أيار/مايو 2004