إنني كنت أرجو من محرري صحيفة الغرانما إعفائي بهذه المرة من شرف نشر ما راح أكتبه اليوم في الصفحة الأولى للناطق الرسمي لحزبنا، لأنني أفكر بالتعبير عن وجهات نظر شخصية حول قضايا التي، لأسباب صحية و أخرى تتعلق بالوقت، لم أكن استطيع طرحها بالهيئات الجماعية لقيادة الحزب و الدولة ، مثل مؤتمرات الحزب، أو الاجتماعات المعنية للجمعية الوطنية للسلطة الشعبية.
مقالات
من طرفي لم أكن أريد أن أخذ ميليمتر من صفحات الغرما و لهذا طلبت بنشر هذا كصحيفة ملحقة بالناطق الرسمي للحزب الشيوعي الكوبي.
قد تولدت مشاعر الأخاوة العميقة ما بين الشعب الكوبي و وطن نيلسون مانديلا و أسفرت عن حدث لم يذكر بعد و لم نكن نقول و لا كلمة واحدة حوله على امتداد سنوات طويلة ؛ مانديلا لأنه كان رسولا للسلام و لم يكن يريد اساءة أو جرح أحد. كوبا، لأنها لم تقم بأي عمل، أبدا، بحثا عن المجد أو السمعة.
منذ ثلاثة أيام فقط زارنا زعيم كبير من الحزب الشيوعي بفياتنام. قبل مغادرته نقل إلي رغبته بصياغتي ذكريات لزيارتي إلى الأراضي المحررة لفياتنام خلال كفاحها الباسل ضد القوات اليانكية بجنوب بلاده.
من الواضح تماما أن الولايات المتحدة ستحاول دائما ممارسة الضغط على كوبا مثلما تفعل مع الأمم المتحدة أو مع أي مؤسسة خاصة أو عامة في العالم. و هي احدى الميزات التي تتصف بها. حكومات ذلك البلد. لن يكون من الممكن انتظار شيء آخر من حكوماتها. و لكن، ليس عبثا تتم المقاومة خلال 54 سنة و الدفاع دون هوادة _ و خلال المدة الاضافية، إذاما لزم الأمر- بمواجهة الحصار الاقتصادي الاجرامي الذي تفرضه...
ربما يبدو هذا المدخل طويل جدا إلا أنه ضروري لتفسير خطورة حدث غير معقول و لا يصدق مثل هذا الوضع القائم بشبه جزيرة كوريا بمساحة جغرافية حيث يتجمع تقريبا 5 آلاف من 7 آلاف نسمة يعيشون حاليا بكوكب الأرض. يتعلق الأمر بإحدى أخطر و أكبر مخاطر لشن حرب نووية بعد أزمة أكتوبر / تشرين الأول التي اندلعت بعام 1962 حول كوبا، منذ 50 عاما.
في الخامس من آذار/مارس، وخلال فترة ما بعد الظهر، توفي أفضل صديق للشعب الكوبي على مدى تاريخه. مكالمة عبر الأقمار الصناعية أعلنت هذا النبأ المرير. وكان معنى العبارة المستخدمة لا لبس فيه. رغم أننا كنا ندرك حالته الصحية الحرجة، فإن النبأ قد صدمنا بقوة. كنت أتذكر المرات التي كان يقول لي فيها ممازحاً انه عندما ننهي مهمتنا الثورية، كان سيدعوني إلى التنزه في نهر أراوكا في فنزويلا، الذي كان يذكره بالاستراحة التي لم يتمتع بها على الإطلاق .
- ‹ anterior
- 3 of 66
- siguiente ›